الجمعة، 25 يناير 2013

أقنعة بلا وجوه [ قلب منسي 3 ]






من : عاشق سقيم

أغلقت عيني , فتسلل الارهاق الذي بداخلي كوحش يمارس طقوسه الوثنية في داخل اللون الاسود الذي لا أرى سواه .

كلما سار الليل سريعا ليزور عشيقته المختفية تحت الظلال , أذكرك , كلما لامس فؤادي بضع نوتات من ألم من حب من فرح من أي شيء تلاحق قلبه نبضة مسروقة من ميت أصبحت عظامه رمادا بحريق لم ينجح عاشقي الارض بإطفائه , أذكرك , لأن بذكراك عزائي الوحيد الذي يخلع عني ثوب الحداد على حب كان ليدفعك الى الجنون الى التظاهر بالغباء فقط لتكوني بجانبي حينما أغمض عيناي ليلا , و حينما أفتحهما صباحاً .

رؤيتك صباحاً تخرجين متمايلة بأنوثة مُجبَرَةً أن تظهر , فأنتي يا شعبي الوحيد لا تحتاجي أن تكوني من سلالة كليوباترا أو شجرة الدر , أنتي سلالة لم تنجبها رحم أم وحيدة , أنتي الأنوثة إذا أعلنت أن وريثتها الوحيدة من سمائها السابعة نزلت الى الارض , بجناجين من ملائكة و آلهة تنزلها كمقدسة من السماء .

ألمح عيناك و ألمح خطوط يداك العمياء التي ما انحنت لعرافة أو لمجرد الامساك بالاشياء , تلك التي استعملتها السماء ليلا لكتابة أقدار البائسين من الأنام .
ذاك الحب حبك سيدتي يتملكني , يجلعني أبدو امام جلالة نفسي أبله تعلق بحب عذراء , يجعلني أذهب اليكي أحمل اوراقي طالبا توقيع او اثنين , و في قلبي خاتم اركع امام عينيك , أجثو على ركبتي أطلب أن ترافقيني رحلتي في الارض و رحلتي الى السماء . لكن دائما هناك سلاسل بقلبي هناك أبنية ترفض أن تُهدم , و سخرية حضارة تقول لي إنها تكبرك يا هذا إنها تلف حول رقبتها شال طاهر فلا تدنسه و تجلب لها عار بان تتملكها , إنها حرة , إنها كطائر سلام بلا أي عش يحكمها .

و لكن ما بقلبي , ذاك القلب الذي ما عرفته يوما حتى رأيتك , و رأيت أن تشقق النور من عينيك عندما تبتسمين كما في ابتسامتي , رأيت أن لي بضع منك في قلبي و في أفعالي , رايتك كيف تمدين شفتاكي حينما تتحمسين و كيف تغلقي عينيك بقوة عندما تغضبين رايت كيف تمررين إبهامك على كل اصابعك عندما تتوترين , و كأنك يا دعائي الوحيد لستي سوى إحدى الاربعين شبيه مني .

إتخذت يوماً قرارا بعد مشاورة جدران مكتبي و أنا انظر اليكي ,  أنا الذي ما عرفتيني , أنا رجل شرقي , أنا من سلالات عبرت الجبال و المحيطات ألا يمكنني أن اعبر قلب امرأة الى شاطئ بعيد عن الاعين أحظى فيه بها و ببعض السلام ?!
تمردت , تلاعبت ببعض الالفاظ , و قررت أن أقيم حفلا بأقنعة , و أدعوك إليه , و كما ظننت رددت على دعوتي بإبتسامة و بهزة خفيفة اظهرت ثنيات عنقك و كم صَعُبَ عليّ التنفس و أنا أراقب ما تفعلين !
إحترت أي قناع يجب أن تريني به , قررت أن أكون بلا أي قناع , كي لا تحتاري بوجهي , كي تعرفيني و تهرولي الي كعاشقة نست كل الاسماء و تذكرت ان هناك حضن ما زال مفتوح اليها , ما زال وطنا تستنشق به شذى الايام الخوالي .

و لكني أنا من احترت بك , من انتي وسط كل الاقنعة ؟, تلاعبت بالوجوه ثم تلاعبت بي , بدأت أبحث عنك كطفل نسي فرضه المدرسي و أصبح يؤلف بضع كلمات , مع موسيقى الكمان الهادئة و تمتمات الحاضرين شعرت انّي بسجن تتواجدي به و لكنك ظل لا اكثر , أغمضت عيناي و كل الوحشة التي تتملكني تسللت كالوحش الى عيناي وحش يمارس طقوسه الوثنية ثانية , و بنفحة من ذكاء غادرني مذ أحببتك تذكرت أنك شبيهتي , فرحت استجمع قوتي أصارع خيالات و عرفتك بنظرة واحدة , شككت حينها أنّ حبك كان حب نظرة اولى , عرفتك من قناعك فانتي انا ,أحب ما تحبين و تكرهي ما اكره , قناعك أبيض لا يغطي سوى نصف وجهك متلألئ و ابتسامتك و صوت كلماتك الذي كانا كدواء من داء عضال تملكني دهرا و الان شفيت .
اقتربت منك رويدا رويدا , و كأنني احترم كون الآلهة انزلتك مقدسة الى الارض , شعرت انّ كل خطوة بمثابة جرم ارتكبه , رأيت نفسي مجرم يتوسل العفو امامك , لكني أعدمت . حينما أصبح وجهي أمام وجهك و كان يجب علي ان أنطق , خانتني الكلمات لم اعرف ماذا أنطق, انا الذي نظّم في حضرتك قصائد و احلام و نسج خيوطا من احرف , لم اعرف ماذا اقول !
فمسكت يديك كمجرم حقيقي و راقصتك دون ان تنبسي ببنت شفتة , توقعت منك أن تنسلّي خنجرك و تقتلعي به قلبي و لكنك لم تفعلي , توقعت أن تضيعي وقارك المعهود لتؤدبيني و لكنك لم تفعلي , فقط راقصتني متجنبة النظر الى عيناي .
ذاك المساء إحتفلت نجومي , و احتفل كل شبر من جسدي فقد لامسك , قد كنتي بجانبي لفترة اظنها ستوقف قلبي عن الخفقان , ثم ودعتني بلباقتك المعهودة و كأن الوقار و الأنفة قد عادت اليكي .
و رحلت .
لم أعرف أين و متى استطعت ان تجمعي كل حروفي المهداة اليكي و كل قدسيتك عن الارض و سافرت الى السماء , و كأن الآلهة انزعجت كوني لامستك , و كأنك لم تكوني مجرد مقدسة بل كنتي آلهة محرمة على العباد الناسكين .
الى الآن ما زال هناك ضجيج يتملكني بغيابك , و هناك حفرة عميقة داخل وجداني يهوي بها من حاول المساس بقلبي , اظنك حفرتيها بنفسك , اظنك أحببتني كما أحببتك و لكن وقارك لم يسمح لك أن تضحي بسنين عمرك التي أفنيتها وراء حلمك , لم تسمحي لما سكن بين ضلوعك ان يعطيني فرصة كي أسكنه .
فرحلتي .


فلترقد روحك بسلام أينما كنت يا أيتها العابرة في القلوب


بقلم :
روح شرقية

الجمعة، 18 يناير 2013

و ما الموت سوى قصائد كتبها القدر [ قلب منسي 2 ]





من : حب شرقي تلثم بالتراب 


أيها القمر لم تبدو مختلفا هذا المساء , لم تبدو شاحبا متململاً ؟ و كأن موسيقاك لم تعد تصل الى أذانهم و كأن اذرعك قُطعت بسكين جزار انزلها مع بعض دمعات , أيزعجك أن لك اسم واحد في حين نجوم السماء بملايين الاسماء ؟ , يا رفيقي إن السماء اذا خلت منك فقدت حروفها و فقدت العاشقين الباعثين سرا رسائل العشق و أمنيات الحب العذري اذا ما ادمعت السماء نيازكا حزنا على سمراء شرقية ودعت محبوبها تحت التراب .

إن سمرائك ايتها الارض مفخرة , إنها ليست ككل العاشقين .
 أرأيت عاشقا يزور مقبرة كل حين ؟
ارأيت حبا حتى بالموت لم يستكين ؟
أرأيت رجولة في عاشقها تجعله يتصارع مع الموت من أجلها ؟
من اجل عينيها من أجل ألا تدفع عمرها تحاول أن تعيد عاشقها من التراب من السماء ,
من أي مكان رزق بوطأة قدم او أحرف مُنزلة من السماء .

يا ايتها السمراء الباكية عند شواهد الطريق , يا أيتها المكفنة بالحياة , يا أيتها الكاتبة على كفيك نصا من لعنات و كأنها جدران معبد أو قبر يحتفظ برفات ملك الملوك و سيد الشهداء , يا ايتها السمراء لا تنظري الى خطوط الارض و لا تنظري الى الأيدي المتشابكة في جوف المساء , أحيطي قلبك بذراعين و اكتمي شهقاتك التي اعتادتها وسادتك تلك البالية المبللة بماء أطهر من ماء السماء .

إني عاشقك يا سمرائي , و إني لست فلاح ينثر الابجديات بذرا لتكون ارض من هوامش و كلمات , لست عنترة و لست روميو قاذف الحب نظرات  على الشرفات و لست ناسكا متعبدا يعذب نفسه اذا خانته عيناه لمعشوقة او لخلخالها المرصع بالنجمات , إني عاشق عقيم الكلمات , عاشق بلا أي عنوان بلا أي اتجاهات , تلفتي ستريني أينما أشاح نظرك و أينما سكنت تلك النسمات .

يا نبض قلبي الذي توقف , يا بضع ازهار زينت قبرك ثم انتحرت , لو انني آلهة لحرمت الموت على العاشقين , لحرمت النهايات , لحرمت شقوق الابواب التي تتسرب منها بضع نفحات من عذاب .


فلترقد في سلام يا حبيبي , فلترقد في سلام .


الكاتبة :
روح شرقية 


الخميس، 17 يناير 2013

لم أتجاوز الخمسين [ قلب منسي 1 ]


من : عجوز قتلها الحب فقتلته


برجولتك المهترئة تلقي زجاجات النبيذ في بحري , و تظن اني الساذجة التي ستدع امواجها تلتقطها , تظن أني امراءة بلا وجود بلا كينونة بلا انوثة ... دونك .
 انظر الي , الى قسمات وجهي التي تراكمت عليها التجاعيد ,الى اللون الاصفر الذي يتملكني, من وجهي الى اسناني و حتى الى
فراشي الملطخ به, حتى أنت لطختك الصفراء و اصبحت فاضحتك, فسنين السُكر يا هذا مرسومة على شارباك صبغة صفراء , كقاتل نسي ان يمسح دماء ضحيته فأعدمته.

قبل 20 عاما , و قبل أن يمحي الزمن ملامحي التي ما عدت اراها , و قبل أن تترهل الاماني و تصبح عكاز سخيف و ظهر مقوس , رأيتك أيها الشارد, ما كنت سوى شاب مراهق يعتقد أن القمر مرسال للحب لا أكثر , و أن لفائف السيجار تعني الرجولة
كنت تظن أنك يوما ما ستمتلك العالم , و ستحيط بك الحسناوات الى آخر يوم بحياتك - الذي ما اعتقدت أن له وجود - .

قبل 20 عاماَ أحببتك و رسمتك بدمائي حبا أبدي , تركت كل شيء ورائي و هاجرت اليك وطناً, حتى علمت أنك لم تكن سوى منفاي, 
الذي عاقبني القدر به .

و الان يا رجلا بعذرية عاهرة تأتيني لتركع عند قدماي و عكازي, جئت اليّ تؤنب نفسك بدموع اقسم أنك سرقتها من تماسيح , و ليس غريب إن ظننت أنّك سكبت الجمر في رحم عاشقة بلهاء غيري و اغتصبت دموعها التي بكتها عند مشارف مدينتك ثم انتحرت .

رفعت يمينك كما لو أنك تقسم امام محكمة السماء , و تفوهت بحماقات لا أكاد  أسمعها .
فقط اعذريني ايتها الدماء الساقطة من وجهه فأنوثتي التي أبكاها , و شرقيتي التي حكم عليها بسجن مؤبد استيقظت و أيقظت ما كان بداخلها يسمى [ انا ] عندما نطق بطفلتي الوحيدة , بجريمتي التي منعتني الحياة و منعتني سلالات من أحلام اجهضتها ليلا أعتذر بها لنفسي , لمن سكنوا قلبي سواه , و حتى لجدران بيتي العتيق . 
نطق بالوعد الأبدي الذي أقيم به قلوب و سلب أخرى , الذي من اجله أكتب الان , و الذي من اجله ماتت شنقا عشيقته .
نطق بـ [ أحبك ] , فرددت عليه بلباقة لم اعهدها منذ خسوف قمره , رددت عليه بما علمته الان من استخدام آخر لعكازي البلوطي .
لم أفعل سوى ما كان يجب أن أفعله منذ 20 عاماَ , ما كان يجب أن افعله قبل أن أترك سنين عمري تنسّل كلآلئ من عقدي . 

اخبرته همسا بعد ان سقط هو و أكاذيبه , أنّي انتظرته 20 عاماً و بكل يوم قبل أن انام اتخيل يومي لو كان هو معي , لو انه كان من الرجال حقاً . لم اطلب منه يوما الكثير فقط حصيرة صنعتها جدتي و نور فانوس قديم داخل قلبه , لكنه اغراني  بقصور و خدم من خيال في حين لم يعطيني من الواقع سوى ظلال اعيش عليها الى آخر يوم بحياتي و ورقة من رسالة كتبتها اليه يوماً ملئتها بحب و بكلمات أرق من الذهب و زينتها كما لو انني فتاة لم تتجاوز العام تعلمت المشي فسارعت بالركض حتى سقطت و تلطخ وجهها البريء بتراب و دم . كتب عليها [ اعتقد انك لست التي ستشاركني حياتي الى اخر أنفاسي ] و ختمها بدم بارد و باعصاب جليدية بكلمة [ تحياتي] .

فلترقد بسلام , و ستدفن معك سنين حياتي العشرين الماضية .
الآن ستعيش روحي بسلام كما كانت قبله , فقط لانني الان اتنفس و انا على يقين ان الهواء الملوث به لن يدخل رئتاي .

الكاتبة:
روح شرقية




بعد قليل ...
سيتم نشر أول [ قلب منسي ] من سلسلة [ القلوب المنسية ]
التي سأكتبها بإذن الله .
و هي بعنوان : لم أتجاوز الخمسين

أتمنى أن تنال استحسانكم

الكاتبة:
روح شرقية


حلّت علي روحي لعنة ...
أصابت قبلي أشخاص كًثُر...
لعنة أصيب بها حتى البدائيين ...الى اشباه هتلر .. و حتى الفراعنة ..
لعنة أقسمت الا تفارق البشرية .. ما دام هنالك صرخة وليد تنبض كل ثانية...
لعنة أطلقوا عليها اسم [ الجنون ] ... 
فليسعفني الجنون ..أو أي ما كان سيسمونه من بعدي ...
 لاني الليلة بتاريخ  ...
2013/1/18
سأبدأ أصعب تحدي قد خضته يوماً ..
تحدي ليس ملوث بدماء ...
و لا حتى بيدان مؤجرتان للقتل...
إنه تحدي مليئ بالهوامش و الاسطر الفارغة ..
و الاوراق البيضاء المكدسة فوق الرفوف ...

فليكن ربي معي...
و لتكن الابجديات معي...


الكاتبة:
روح شرقية 

الى : الأمل الذي بداخلي .. أن هنالك أحد ما وسط كل اولئك المتراكضين خلف أحلامهم ...
يقرأ كلماتي ... و يتنفسها .. و يتابعها.. 





السبت، 5 يناير 2013

كفاكن حبا

يحكى أن الشمس عشقت القمر ...
حبا ليلكي ...
عشقته نهارا كالسر ...
و ليلا كلقاء الغائبين ...
تعذبت به ... فأهلكها ..
حتى انتشت ..

يحكى أن ليلى عشقت قيسا ..
حبا فيروزي ... في الخيام ...
عشقته بين أظفارها .. جديلة ... 
عشقته .. عشقا محرما .. 
أخذوا ما بين أضلعها ...
زمجرت ألما كفراقه .. فأهلكها ...
حتى انتشت ...

يحكى أن شاعرة عشقت سيدا ...
حبا أبدي .. بين الورق ..
عشقته خلف اسطرها ..
بين الهوامش .. حبا يمشي مع دمها حبرا ...
تغنت بشرقيته لحنا .. بنوتات كونية .. 
عجزت أن تزيد صدرا لذاك البيت .. فأهلكها ...
حتى انتشت ...

يحكى أن هنالك قصة حب ...
حبا شرقي ...
عشق تحت اللثام ..
 بأعين الجياد ..  سيفا و راية فوق الاكتاف ... 
عشقا ينساب مع الرمل ... يؤذي الاعين العذراء ...
كنسيم لاؤلئك المتشابكة ارواحهم ... 
 عشقا في قلبك أنت ...
فاحذر أن يهلكك ... حتى تنتشي ...

يا ايتها النساء بكل كون ..
بكل لون ..
بكل قمح بكل حب ...
بلا عقول .. او بانصافها ...
كفاكن حبا يهلك ...
كفاكن حبا تنتشي به ارواحكن ...
كفاكن حبا كالجذور ...
اخرجن ... هيا تسلقن القامات و ابلغن اعلى الارتفاعات ...
اخبرن القمر بحب الشمس...
ابلغن قيسا ان ليلى في انتظاره ...
ابلغن سيدا انني أحبه .. ابلغنه اني تحت المطر في انتظاره ...
فإن لم يلقاني ... فإني رحلت ...  و إني غششت ...
أوصيت الرياح بان لا تمحو صدى خلخالي  ..
 و أوصيت الانام بان يتكلموا همسا .. ليسمع صوت خفقاني ..
و اوصيت عشيقتي السماء  بان تحبس دموعها كي لا تضيع اثار اقدامي..
اخبرنه ان يلحقني ..
الى نغمات فيروز .. و الى كلمات قباني ... 
اخبرنه أني عشيقته إن أراد .. و إن كان ما زال يبغاني ...





الخميس، 3 يناير 2013

أعيش العمى مع الابصار ...
اعيش الشلل مع جري الاقدام ...
أعيش السلام مع الحروب و تنازع الاقوام ...
أعيش العقم مع تكاثر الأحمال ...
اعيش الحب و اللاحب ..
اعيش العشق اعيش الهيام ...

ليتني لم اكتب اول حروف هذا الزمان ...
و ليتني قبل ان اُنزل ابرتي قُطع الخيط ... و حُرِّفت الأحلام ...
ليت هذا الحب كان مجرد هبة تشرينية .. او حتى طيف بلا انسام ...
ليته كان غريب مر من قربي .. اختفى ببعدي عن المكان ...
ليت لغتي شُلت .. تجردت .. و تقطعت اوصالها عند حبها من بين الانام...
ليت حبي تعرى امام الجحيم .. ليته كان مجرد سقيم ..ليته كان ضريح مختفي عن اعين العالمين ..
و ليتني كنت اقوى من ان انكر الحب ... و ليتني كنت اضعف من ان اتقبله ..
و ليتني كنت ككتاب سماوي .. لا يقبل أي زيادة او نقصان ..

ليتك يا امراءة ..
 كنت بلا وجود .. بلا صوت فيروزي ..
بلا عطر شذي .. بلا ملامح ملائكية ..
بلا انوثة تقتلني .. قتل الحمام برصاص العاشقين ...
ليتك يا انثاي ...
كنت بغير هذا الكون الملوث ..
بلا تعقيدات القدر بلا تزاحم الاقدام ...
ليتك كمكان اقصده و ينتهي هذا الشوق بلا انتهاء ..

ليتني اغوص باعماقي ... فانتشل كبريائي من الجذور ...
و اهمس لك في جوف الليل...
اني احبك .. حبا .. لم تسمعي به ...
فحبي انا العاقل ... كسحر ذكوري .. يذيب الانوثة ..
يتخللها ... و يستعبدها بلا حكم ... بلا اعلام ...




لا اطلب الكثير ايها الناسي...
اريد عناق قصير لا يتجاوز الثواني ...
اريد كبرياء أفقدته عذريته و حملته كل المآسي ...
اريد كونا بلا بداية بلا نهاية ..  بلا تلاشي ...
اريد جمرا على الاكتاف احمله ... اريد طفلا لا يلين الى اي غاصب او معادي ...
اريدك انت .. ايها الانسان المثالي ...
اريد حضنك.. ذراعيك.. شفتاك ... كل ما هو ملكك ليكون حكري ليكون ملكي ..
ليكون ملاذي ...



الثلاثاء، 1 يناير 2013

فضفضة ....♥

هل شتاء قلبك حان قبل شتاء الفصول ؟
و هل شفاهك ما زالت ترفض أن تقول ؟
اشتاق لما كان و لما زال و لما قد يكون ....
اشتاق لشربة الماء من بين كفيك ...
و اشتاق لاهازيج الصباح تلك التي بين عينيك ....
لعلني اغار من كل ما تحمل الانوثة داخلها ..
من كل ما يلحق باسمها تاء التأنيث ...
اغار عليك ...

و يقتلني سمًا تجرعته حبًا كي أكون مليكة ذراعيك ...
و تقتلني الشمس اذا طلعت تحاول ان تطغى على دفأ خديك ...
و يقتلني البحر اذا كنت مدًا بلا جزر .. 
 شهيق بلا زفير ... اخاف منها .. اخاف السكون .. اخاف الجليد ...
أخاف عليك ...

هناك تلقاني .. هناك تذبحني ..
هناك تحكي لي .. قصص العاشقين المتيمين الخائبين ...
هناك تحت رجليك انهرا ...
و فوق راسك جبالا ...
هناك فوق الرفوف قلوبا ..
نُسيت .. تراكمت ... عاف عليها الزمن ...
موعدنا هناك ...
يا ايها الحب الساكن هناك ...
هناك بين قلبي تحت عيني ..خلف اضلعي ...
أخبأك هناك ...