السبت، 8 يونيو 2013

أحلم أن تعود ....[ قلب منسي 14] ♥♥♥


من : يتيم بفقد أبدي 

لففت للمرة الأخيرة في هذه الليلة على غرفهم , نأكدت أن الآلة الموسيقية تعمل فوق راس ابني , و ان لعبة ابنتي ما تزال بجانبها لم تقع . توجهت بقدماي المتورمتان الى المطبخ تناولت كأس و انزلته تحت الصنبور ليمتلئ بالماء, جال بخاطري منظرها و هي تملئه لي بيديها الملونة بالحناء , لم افقد الصبر ابدا بتتبع خطوط الحناء الى نهايتها , و دوما كنت اصل الى انحناءة باخرها نقط خفيفة , و هي تكاد تستهزء بي , لن تعرف نهايتي ابدا , و حتى بدايتي , انا الان امتلك يدها , انظر لي عند مفاصلها , بالقرب من اظافرها ,احيط رسغها دون ان ادع لك مجال لتحضنه, حتى انها خافت علي برهة من الوقت حتى جففت , امتلكت اهتمامها ولو لبرهة .
استيقظت من سباتي و انا استشعر بالماء يتسلل الى يدي , اغلقت الصنبور بسرعة , و شربت الماء , نظرت الى بيتي الذي اصبح خاليا منها , هي التي ما فارقتني منذ 15 سنة , كنا عاشقين بالسر قبل زواجنا , و عندما اخترقت حاسوبها و جعلت كل الملفات التي عليه مكتوب بها [ هل تتزوجيني ؟ ] حتى الصور و كل المواقع التي ستقتحها لا تفتح , بل يتغير الرابط الى صفحة إلكترونية  مكتوب عليها [ هل تتزوجيني ] و صورة خاتم صغير بجانبه . حتى تم الزواج و انجبنا طفلين ربيناهما بنفس الجنون الذي عشقنا به بعضنا البعض .

بالنسبة لي لم يكن أكبر مخاوفي هو تغيير حفاض ابني أو حتى كيف ساحمل ابنتي , المشكلة التي تغزوني هي كيف سأكون اب و أم بنفس الوقت ؟, بم سأجيب أطفالي لو سألوني يوما أين أمي ؟ . كلما اشرقت الشمس كنت اخاف من هذا السؤال الى ان اراهم نائمين , ويعود الخوف كل يوم , كاذب من قال أننا نعتاد على الفقد , إننا إن فقدنا يوما نصبح يتامى الفقد للأبد .
خرجت مسرعا من المطبخ و أنا احاول الهرب من ذكرياتي التي تفيض بهذا المكان , فهنا قد أكلنا باول يوم لنا كمتزوجين , و هنا أول أكلة تناولتها من يديها , استغربت بذلك اليوم كيف انها كانت ماهرة بالطبخ الى حد يجعلك تقترب من الموت من كثرة الاكل , و هنا  عندما تشاجرنا و ارتفعت اصواتنا حتى ادارت ظهرها عني و سمعت صوت شهقاتها و حتى اني سمعت صوت سقوط دمعاتها , لم اكن اقصد حبيبتي والله لم أكن أقصد , لكني حضنتها بسرعة و همست لها : [ احبك , حتى لو تشاجرنا احبك , سابقى ها هنا بجانبك ] 
الان و انا اتذكر ما حدث يتمزق قلبي و يكاد ينفطر , أنا الذي انزلت دمعاتها يوما , ترى هل هي الان قد سامحتني ؟
جلست على سريرنا و انا المس قلبي حتى لا يبكي , قد بكيت طويلا و لم تعد , يجب ان اعود الى قوتي من اجلهم . اغمضت عيناي و عندما فتحتهما كنت اريد ان انساها لبعض الوقت , حتى اعود الى نفسي يجب ان انساها .
نظرت على يميني فوجدت التقويم بجانبي , سحبت منه ورقة , حتى تفاجأت بالورقة الثانية مكتوب عليها : [ اليوم ليس به شيء مميز حدث معنا , او على الاقل ليس مدون في مذكراتي شيء عنه , ربما من فرط السعادة التي حظيناها بهذا اليوم نسيت ان اكتب عنه , حبيبي دعنا اليوم ننسى انفسنا من فرط السعادة , اسحب هذه الورقة كعادتك في الصباح و عندما تأتي مساءا فإني قد حضرت لك ليلة رائعة بها انا و انت و طفلتنا الصغيرة في بطني ] 
تاكدت حينها انها حولي , هي هنا هي هناك , كانت من عادتها ان تكتب كل التواريخ المهمة في علاقتنا على التقويم لانها تعلم انني انسى ليس كرها لها او تقليلا بحبها , فقط لانني انسى كثيرا , و كنت من عادتي ان اسحب الورقة كل صباح حتى لا انسى اهمية اليوم , ايتها الروح الشرقية التي اكتب اليها , لعلك قد تغيري من قصتي لتجعليها تليق بقراء من طبقة راقية , لكنني على يقين ان الفقد يجعلنا متساوون , كلنا نبكي ليلا لفراق و كلنا نتمنى من قلبنا و بشدة ان يعودوا , انني اكتب رسالتي هذه و انا اذرف دمعا , انا اعلن انني رجلا لم يحتمل فقد امراة , انني ابكيها ليلا نهارا , لا يواسيني ان لها قلبا ينبض , و لا ان هنالك أمل بان تعود , انني فقدتها , بذاك اليأس الذي تكنه الارض لأن تعانق السماء , بيأس لحنا يُنَشّز أن يطرب أذنا ما .
كانت ليلتي كهلاك بل انها هلاك ككل ليلة , لم احتمل , خرجت مسرعا من شقتي الى المستشفى , حملت معي طفلي الصغير و طفلتي اللذان ما يزالا يرتديان ثياب النوم , لأول مرة ساصطحبهم الى أمهم و هي في هذه الحالة .
كان شيء بداخلي يدعوني أن أخذهم اليها , كانت صورتها تزورني في أحلامي من أيام , و هي ترتدي ثياب بيضاء بلا ملامح و تقول لي : حبيبي لا توقف القدر , امضي امضي امضي . و كانت تردد هذه الكلمات حتى تختفي و استيقظ فجأة .
لكثرة زياراتي المتتالية للمستشفى بات دخولي غير المصرح به شيء اعتياديا , حتى طفلاي لم يتأففا ولو لثانية, تعجبت كثيرا لكني مضيت . 
شيء من الرعب تسلل بداخلي كلما خطوت باتجاه غرفتها , كنت اتنفس الغيظ اشهق التعب و ازفر أنين , وصلت اليها كانت كعادتها ملائكية حتى بموتها الصغير , صوت قلبها كان يملئ الحجرة حتى انني ما استطعت ان اسمع بكاء طفلي , كنت مدهوشا لا استطيع الحراك , حتى مسكت طفلتي  اخاها و اسكتته , عندما عدت من غيبوبتي نظرت اليها و هي تحمل اخاها ابتسمت , قلت في نفسي إنها طفلة حنونة لا تستحق أن تضيع طفولتها و ان تضيع لحظة بكاءها  لتسكت اخاها , حملته عنها و أرحتها على الكنبة المجاورة لسرير زوجتي , لكنها أبت ان تتمدد , و ظلت واقفة ممسكة بيد زوجتي و هي تدندن لها بأغنية كانت دوما تغنيها لها زوجتي .
حتى طفلي سكت و أراد أن يجلس على طرف السرير و عندما اجلسته كانما كان بنار و ادخلته للجنة , أراح رأسه على بطنها و بدأ يلعق بإبهامه , حتى نام , كنت ما ازال مصدوما من اطفالي , شعرت بشيء من حضورها هنا , شعرت بانها قد عادت , امسكت يدها , و انا اخبرها بليلتي لكن همسا حتى لا انشز على النغم الرائع الذي تغنيه ابنتي .
أرحت راسي ايضا على طرف سريرها و أغمضت عيناي , شعرت بامان كبير , كأنني طيار حربي خاض حروبا كثيرة و لأول مرة تقع قدمه على الارض , على الوطن الذي اغترب منه سنينا طويلة .

حلمت بها هذه الليلة و هي تلبس نفس البياض الذي تلبسه كل ليلة  , لكنها الان تبدو مبتسمة جدا , انها تدندن بنفس نغم ابنتي و تحضن ابني بيديها بتملك امومي , قالت لي : [ لا تخف عزيزي انني عائدة لقدرك..لم تنتهي قصتي الى الان ... انت و طفلاي اعدتموها الى الابجديات .. انتظرني ... فالليلة نسينا انفسنا و كل ما مضى لفرط سعادتنا .] و راحت تردد كثيرا بهمس [ سأعود .. سأعود ].


بقلم :
روح شرقية 

الجمعة، 7 يونيو 2013

حنين الى ماضٍ ....♥



لملمت أشلائي مجروحة الثنايا ...
و وضعت كل ما يمكن أن احمل حنين إليه في غربتي
و رحلت ...

كنت قبل هذا الوقت ... قبل هذه الموتة ..
أسمى ناوية الرحيل ..
لكني غيرتني ..
حتى ملامحي غيرتها ...
أصبحت أكتب بيساري ..
أكل ما كنت استفرغ لدى سماع اسمه ..
أصبحت امراة بكينونة لا اعرفها
لكنها تريحني
فأنا الان غريبة على نفسي ...
عندما أتكور في الليل ..
و يحل الظلام على ارجاء قلبي ..
و تبدأ اصوات الفراغ تعشعش في المكان ..
احتضن نفسي و اشكي لنفسي
التي انا غريبة عنها ...
فارتاح ..
ابكي قليلا في حضن نفسي
ثم ارحل عن نفسي و انام ...
في صباح اخر ..
أكن قد نسيت ما حدث ليلا ...
فإعاود الكرة ..

هل هذا ما يسمى بسكرة الغربة ؟
هل انا الان ضائعة في سراديب نفسي ؟
لا اعرف ابجديتي ..
ربما لو سالني أحدهم : ما اسمك ؟
أقول : انت تعرف اكثر مني ...

انا الان هويتي متغيرة
فقط حقيبة سفر
و نية بالرحيل

يا ليتني لا افقد انتشائي بمنفاي
إني عاشقة لصفير الخمول في قلبي ..

إني ناوية الرحيل 

الجمعة، 24 مايو 2013


الى كل متابعي الصفحة 
و الاوفياء لها ...

أقدم لكم مقابلة كانت معي شخصيا 
على الراديو 

هو شيء صغير لإشراككم بتفاصيل حياتي ...
أتمنى أن تستمتعوا 

http://shababjo.net/school/wp-content/themes/school/player.php?p=734 

اترقب أرائكم


روح شرقية \ شذى البشتاوي

الأحد، 19 مايو 2013

بعض من القدس ... [ قلب منسي 14] ♥♥










من : الموت البارد





تكفن أضلاعه تلك الارض الباردة الملقى عليها , يجتاحه شيء من خوف و غضب دام سنين لم يطويها القدر , فكاتب هذا التاريخ يمرعلى الأمهات كل صباح, على الاطفال في نحيبهم و الشرود الصغيرفي اعينهم , يمر على الرجال حين يُغَطِّسون خبز القدس في زيت رام الله ثم يلتهمونه مع زعتر يافا , يمر على كوب شاي بيد عجوز تَعُدُّ أيّام عمرها مع كل زيتونة مجففة في مسبحتها و يمر على خطوط ثوبها كي يستأذن من الثنايا أن يدير صفحة التاريخ يومًا بعد , يمر على جنود يحملون البنادق بأيديهم كما لو أنها أطفالهم البكر كما لو أن الله خلقهم مدججين بالسلاح , كبثرة على وجوههم يحاولون التخلص منها لكنها باقية بأثر أو بدونه فهي قد داست على وجوههم و قالت بملئ فاهها قد كنت هنا , أنا بخلخالي المرصع ببكاء الأطفال كنت هنا, انا بنحيب امراة بجانب جثة زوجها و أربعة من أطفالها كنت هنا , انا بمنبر قد قدسه الشعوب كثأر من السماء كشكل من الآلهة كان محرما أن يمسه غير النساك , لكني ببعض من خبثي المعهود أمسيته رمادا وكنت هنا ,و أمام وجوه ملايين الذين يحملون بقايا عزة الايوبي و أنفة الخطاب إبتسمت بكل غرور و تحديت ما فيهم أن يتقدموا خطوة , و رفعت رايتي بنصر و تأخروا هم خطوة .

كانت برودة الارض تتلاشى امام حرارة الصواريخ فوق رأسه ,و صوت التفجر حوله ليس سوى صدى الألم من جوف هذا الوطن, كما لو أن الدخان غطاء السماء المخصص لهذه البقعة من الارض . رويدا تساقطت قطرات العرق من أرنبة أنفه الى يده التي ترتجف مع كل دقة ثانية, و كل طرقة باب من يد محتلة , يقلب بين أصابعه النحيلة عشرة حبوب دواء و نيف , ضجيج تقلبهم بين اصابعه كما لو انه نوتات شاذة لا أكثر إذا ما قورن بحلبة المصارعة القائمة داخله , كان كمن بداخله يقبع الموت بلا حياء أو خجل ينظر الى عينيه الى كتفيه الى يديه ينظر الى كل ما بداخله و يخيط على كل ما بداخله بيوت عناكب و بعض من الديدان , يجعله فارغ لا يعرف شيء من هذه الحياة سوى النكران , يجبره على الصمت المميت , حتى الرياح ما عادت تهب داخله , و تمتات النفس أمست من الماضي , أصبح وجه الموت الآخر إذا ما أعلن الموت أن وريثه في الارض .

صفعة من ملائكة أدّت حق الجوار فزارت جارها , تذكر كوفيته التي كان يلفها حول أنفه و حجارة البيوت بين يديه , تذكر أباه عندما كان يحضره الى صلاة الجمعة و يحضره في كل مظاهرة كانت تقوم , تذكر عندما كانت القنابل المسيلة للدموع بين قدميه , و عندما كان يركض خلف والده يحاول اللحاق به , و كيف أن الرجولة تصرخ لتعلن وجودها عندما حاول أحد الشبان أن يحمله ليبعده عن الرصاصات و تذكر عندما قال أباه لذاك الشاب بكل إصرار و بنبرة حزم : دعه يركض , فقد تركت أمه ترضعه من
ثديها تراب الوطن سنينا طويلة لكي يعتاد طعم التراب من الان فأنا لم أنجبه الا ليكون شهيدا آخر يرفع أرض هذا الوطن شبرا آخر بجسده عندما يدفن بالتراب .

سنين الغربة التي قضاها بعيدا عن ذاك الشيء المسمى [ بالوطن ] أنسته بأي إصبع يجب أن يصافح به الموت , لولا أن رئتاه رفضت ان تتنفس هواء المنفى و رفض جبينه أن يقبل تراب لم تدسه جنازة لا نهاية لها , و رجال بها يكفكفون الدمع بطرف ثوبهم . تاريخ بألف إصبع مرفوع بالشهادة يدفن أمام عينيه تحت التراب و لا يبقى منه سوى شاهد ضريح و ورد ذابل النهايات , لولا ذلك لما عاد الى أشلاء وطن مرمي على أطراف الكون. في ليله يسقط الظلام و تتحرك نسمات الهواء كحارس إلهي يطمئن أن كل باب مغلق و أن كل القلوب تنبض مرة واحدة تُحس بها كما لو أن الارض تشهق و ترتفع الى السماء العليا تشبك أصابعها بأصابع الملائكة و تسري شيء من القدسية داخلها ثم ترجع الى الارض بلا ذنوب كصفحة بيضاء مخدوش طرفها .

بينما هو يشذ عن نبض الوطن إذ رأى أن هنالك شعاع من ضوء قد ثار على الظلام الذي حوله و تسلل ليعلن ان الثورة شيء بالفطرة شيء يدفعنا لنعيش دقيقة أخرى لنثور على الموت الذي لا ينفك يلمس قلوبنا يوما بعد يوم يبث فيها خوفه الذي بدأ يتلاشى ,لان الموت ببساطة أصبح كإرتشاف القهوة كل صباح .

رأى من خلال ذاك الثقب أطفالا ملطخون بتراب و دماء يحفرون بقبر و يحفرون , شعر بأن وجوههم تبدو مألوفة , فملامحهم توحي بالرجولة و الشقاء الشيء الذي لازمه كظله طوال حياته . قطب حاجبيه عندما رأى الاطفال يخرجون جثة طفل بمثل عمرهم كان وجهه كبدر افتٌقِدَ في ليلة عائلة ما , أجلسوه على صخرة و أراحوا ظهره على الجدار مسك أحدهم رأسه بقوة و قال صارخا : لقد نمت قبل أن نكمل لعبتنا , أأوقفت لعبتنا لكي تذهب لتنام ؟ أأوقفتها لكي ترى بكاء أمي ؟ أأوقفتها لكي ترى كيف أن كبارا بقامات مختلفة لم نراهم يوما بالعيد حملوك على أكتافهم و ساروا بعيدا ؟كنت أحاول أن أراك بطرف عيني لكني ما استطعت . أأوقفتها لكي تلبس هذا الابيض يا أخي ؟ سنكملها
الان و ستلعب معنا كما لو أنها لعبتنا الاولى .

سقطت دمعاته الممزوجة بعرق جبينه ,و شعر ان هنالك شيء مؤلم يسري بقلبه حتى معدته و قدماه , انتفض شيء بداخله و تزلزل , نظر الى يديه التي لطالما رفعها بوجه محتل حقير , كيف أنها الان تحمل حبوب الدواء لينتحر لأنه فقط خائف .

ابتسم بطرف فمه ابتسامة سخرية لما أصبح عليه , علم حينها أن الأمر ليس بالفطرة فقط و ليس بأب يلقنك حلم منذ الطفولة و ليس بأصوات رصاصات و قنابل تعتاد عليها , إن حب هذه الارض ممزوج بالهواء تتنفسه و يجري بدمك مجرى الماء و الملح في شريان أسير خلف قضبان الايادي .

ابتسم ابتسامة سخرية لإنه اكتشف أن ذاك الشهيد الطفل لم يكن سوى اخيه و أن الطفل لم يكن سوى هو في صغره , و أن الثقب لم يكن في الجدار بل كان بروحه التي عشعش بها الموت حتى أظلمها .








حبيبي بيننا ثأر ♥♥♥




حبيبي دعني أشكي لك قليلا ...
دعني أخبرك أن الليالي طالت و انا أنتظر شيء من حبك القديم ...
حبيبي ليلة أمس نمت و انا ابكي ..
لا تعتقد أني ابكي حبنا فقط ..
بل اني ابكيك .. و ابكي ذكرياتنا
و ابكي أحلامنا الساذجة ..

حبيبي بيننا ثأر من حب و قُبَل ..
لم تثأره بعد ..
و بيننا كفوف كانت ستولد البارحة و الان و كل يوم ...
لكنها ما ولدت ..

حبيبي لو كان الان بين يدي أبجدية تكفيك ...
لرسمت طريقي اليك بالحروف ..
لكني عارية من الاحرف و الكلمات ..
انتظر من حضورك أن يغطيني بغزل و نثر و لا أمانع بالرثاء ...

حبيبي يا ليت للفتيات رجلا مثلك ...
يا ليتك كنت تملك كباقي البشر اربعون شبيها ..
لكنك يا رجلي الوحيد لا تتكرر ... وحيد بين البشر ..

حبيبي تذكرني كل يوم ..
تذكر صباحنا المليئ بالقهوة .. و كلمات الغزل الصباحية ..
تذكر المباريات الرياضية و كيف اننا نكاد نطير مع كل هدف يحرزه فريقنا المفضل
و نرمي الفوشار على الارض عند كل خسارة ..
تذكر كيف كنا نحلم بأطفالنا .. و كيف أننا ليلا كنا نسرق الشوكولاتة من الخزانة
و نخرج نأكلها على [ السطح ] و كيف اننا بيوم ما استطعنا ان ننزل
و نمنا سويا فوق ..
و بتنا يومنا التالي في المشفى .. نتعانق بنظراتنا
و الألم يكاد يعتصر قلوبنا ..
حتى انك ما استطعت ان تبقى على سريرك و قمت الى سريري و طمأنتني ..
رغم ان ألمك كبير .. لكنك ما اعتدت الا ان تكون لي و معي و بجانبي ..
أحبك


كان شيء جميلا ما عشناه سويا
بل كان اكثر من جميل
احفظه بقلبك ...
لا تخبئ حبك .. لا تخجل من أن تحب بعدي ..
جاهر يا حبيبي ... و اصرخ عاليا باسم من احببتها
و لا تخف على أذني فإني لن اسمع اسمها من فمك ...
و شفتاك اللتان اخبرانني يوما [ بحبك يا هبلة ]
لن انساهما =)



بقلم :
روح شرقية 

الجمعة، 10 مايو 2013

بين جدران فلسطين ...[ قلب منسي 13 ]♥♥





من : خلف قضبان الايادي

باطراف اصابعي و بإطراف قلبي , مررت عيني الى خارج الثقب في الجدار رأيت شيء لا يشبه أي وطن , أرض جرداء تلفها السماء بتململ و كأنها مجبرة  لا حبا لها , تأسفت على عيناي اللتان لم تريا وطني منذ زمن , شعرت بان تعويذة الاحتلال طغت عليهما  حتى انهما لم يستطيعا رؤية أي شيء سوى الجلاد و سوطه المذبوج .
دماء تلك التي تسيل من جبهتي و من فمي و من ظهري , لم اعد اشعر بألم نزفهمها , فقط ألمي و أقسم أنه ألمي الوحيد , ابتعادي عن وطن كنت استيقظ على فجره , ازعم ان النهار يبدأ من وطني مستئذنا ليمر على الكون ثم يعود الليل و يتأسف منه مطأطأ رأسه لانه سيغلق الستار و بانانيته المعهودة سوف ينظر لوطني وحده و يمنع الكون من ان يراه .
علمت أنني سانجب طفلا عمّا قريب ربما بعد أيام أو أقل  لكني خبأت الأمر و قاومت من اجله , إنه طفلي الأول لا استطيع ان اهدره كما اهدروا العرب من قبل أقصاي , حاربت من اجله , كنت أتلوى لاتلقى الجلد على ظهري , أحاول ولو قليلا ان امنع الايدي ان تطول بطني , رحمي , طفلي ذاك النطفة التي تكبر داخلي و يكبر معها تمسك أكبر بالأرض , نمت ليلا و انا اهمس لطفلي باكية : [ انا معك حبيبي , لن اتركك , ستخرج يوما و انت تعلم ان هذه الارض مهزلة , ستدفع عمرك لغاية واحدة , و تموت من اجلها , فقط اخرج ] , لا أخفي أني كنت اشعر بشيء من الطمأنينة لأنني لست وحدي هنا , إنه معي , رغم انه مخفي يتوارى خلف الانظار الا انه هنا .
فجأة سمعت دقات قفل الباب و هي تفتح هذه المرة الوحيدة التي خفت بها ليس لاني خائفة منهم , بل لاني اخاف على طفلي من صوت تألمي , لا أريده أن يخرج ضعيفا , اقتربت مني السجانة و مسكت كتفي و قالت بلغة يصعب ترجمتها اثناء الارتجاف : تعالي ورائي , المحقق يريدك .
مشيت بهدوء دون أن أنطق بالكثير , مسكت بطني احاول بيدي ان اخفي طفلي رغم انه غير ظاهر  , لكني اشعر بان الجميع يرونه , و يريدون ان يأخذوه مني , مشيت بذاك الممر المظلم و انا اسمع صوت آهات من الابواب التي أمر عليها , كنت اتمنى لو ان ظهري غير مقوس من الألم لكي ازحف الى كل قلب اسيرة خلف الابواب و اطمئنه .
دخلت الغرفة و كان بها رائحة من سجائر اعتدت ان تطفئ على جسدي , اقشعر بدني من الذكرى , لكني بقيت امشي مرفوعة الراس و بقوة ظاهرة ككبرياء عاشقة امام عيون حبيبها , كان هنالك ظل استطعت بحدسي الأسير أن اعلم بوجوده , جلست و كأني انا التي مدعوة على عشاء بمطعم راقٍ , جلس امامي على الطاولة المهترئة , تلك الطاولة التي شهدت خوف و صفقات خائنة و حتى قمة الأنفة و العزة العربية .
قال بصوته الجهوري المائل الى لهجة من بلد عربي قريب : أهلا احلام , كيف حالك اليوم ؟
قلت بنبرتي الكبريائية : بافضل حال , هل أوصلت سلامي الى وطني فلسطين كما طلبت منك المرة الماضية و انا عند الباب ؟
قال و كانه قد ارتبك من تداخل كلمة وطني و فلسطين بنفس الجملة : اه , لا اذكر , لقد طلبت مجيئك الى هنا لسبب واحد و بسيط , لقد قررنا أن نفرج عنك .
قلت كمن اعتاد على الامر و فهم ما الهدف وراء الكلام : المطلوب؟
قال بجدية : ان تكوني عميلة .
قلت و انا اقف : ألم أقل لك أن توصل سلامي الى وطني فلسطين  ؟ هذه المرة قل له ابنتك احلام لن تخونك , سترفع رأسك عاليا و إن لم ترفعه بافعالها , فجسدها بعد موتها سيرفعك الى السماء .
قال بإستهزاء : متى آخر مرة رايتي بها زوجك ؟
هنا قلبي ارتجف بل و كدت ان اقع من الصدمة , قلت و انا اتمنى لو ان نبرتي لا تفضحني : قبل قليل كان معي , حتى انه الان معي , عيناك لا تراه ايها الجاهل .
كنت اعلم ان شتمي له سيؤلمني فيما بعد , لكنه وضع على جرحي ملح و قال اسم زوجي بهذه الجلسة الدونية , هو الذي بدأ بنهايته .
قال : تابعي الاخبار عزيزتي , ستجدي اسمه كنبأ عاجل بالقنوات التلفازية .
قلت : لانه شريف و لانه اعلى من ان يكون مثلك , ستتشرف القنوات التلفازية بأن تعرض اسمه , اما انت فستموت و تتعفن و لن يتذكرك حتى حثالتك التي تدعمك .
أدار بوجهه بعيدا و تجهم , اخرجتني السجانة دون اي كلمات .
كان قلبي يكاد يقف بل انه قد وقف في لحظات , عندما اغلقت السجانة الباب خلفها , هرولت الى الارض و جلست ابكي و انتحب , ابكي حظي , و ابكي حياتي , كنت اشهق من الصمود , لم اتعرف على انوثتي منذ وقت طويل , كنت فقط استرجعها بذكرياتي مع زوجي , كان عشقي الابدي , كان رجلا فلسطيني ذا مبدأ , إنه ذاك الرجل الذي يفرح لان زوجته لم تضعف امام الأسر , كان ذاك الرجل الذي وقف ساعات بين المحكمة و مركز الشرطة و الاعلام و كل ذاك فقط ليحررني .
كان يزورني ليعلمني فقط انه يحبني و يطمئن على حبه في قلبي , لم يكن يشعرني انني وحدي , كان دائما بجانبي حتى عندما لا تراه عيني , من قال ان الحب بالاعين ؟ انها القلوب التي تعشق فقط .
مسكت بطني الذي اشعر الان انه كبير  ,  داريت ما فيه عن الاعين خشية ان يجهضوه رغما عني , علمت انني بشهري التاسع من خلال تلك العصي المرسومة على الحائط بجانب رأسي , جميع السجناء على الارض يحفرون العصي للدلالة على ايامهم في السجن أمّا انا فكنت أحسب أيام خروجي منه منذ علمت نبأ حملي , حيث أني منذ أن سقط طفلي في احشائي من السماء و انا محررة , لكني نسيت باشهري الاخيرة ان احفر العصي فقد كان الضرب و التحقيق أكثر ما يكون خلال اشهري الماضية , استغربت من طفلي و انا اتخيله يقول لي كل يوم : [ امي لا تقلقي فإن كان جسدك الأنوثي سيحتمل ضربهم فأنا يا امي طفل فلسطيني ولدت لكي اتشبث بالحياة أنا لن اموت بسبب ضربهم أنا سأموت حينما اقرر أن اموت فقط لأجل فلسطين ] اطفالنا نحن الفلسطينيات مختلفون , يولدون و في اعيننهم غضب , يكبرون و في اعينهم غضب , حتى يتفجر الغضب يوما و يموتوا على التراب كهيئة غضب .
في الصباح ,و أي صباح قد نمته انا ؟! كنت اجلس وحيدة في الساحة خارج الزنزانة , اتابع بعيني التلفاز , و امسك بطني جيدا كمن يتوسل من الكون ان ينتهي قبل ان يتحقق ما قاله ذاك الشيطاني, كنت اشعر بتعب عميق في جسدي , كما لو ان هلاك الارض يقبع بين شراييني , شكرت ربي ان لي بنية جسمية هزيلة , بحيث انني حامل  و لم يلحظ احد بطني الكبير .
فجاة ارتمى اسمه على الشاشة , و رأيت جثته كاشلاء لا اكثر , اقشعر بدني , و خنقتني دمعة لم تستطع النزول , بكيت بقلبي و لم تنزل دمعة واحدة , صرخت فجأة و تقطعت الاوصال داخلي , لا اعلم هل سألد الان ؟
اجتمعت السجانات حولي و بعض الاسيرات , كنت احاول ان اسكت صرخاتي لكني ما استطعت كانت حنجرتي تتأوه رغما عني, بسرعة طلبن من بعض الرجال الذين يعملون في السجن أن يحملوني الى داخل غرفة .
أتت طبيبة مسرعة و انا لا ارى سوى خيالات و لا اسمع سوى تمتمات , كنت ادعو ربي بقلبي ان يرحم زوجي و يتقبله عنده شهيد و ان يحمي طفلي و يحفظه , ظللت اردد دعائي حتى اغلقت عيناي مرغمة .
فتحتهما و انا لا اشعر بجسدي من التعب , كنت منهكة الى ابعد حد , رأيت نفسي لم اخرج من الغرفة في السجن , لم اكن اتوقع ان يذهبوني الى مستشفى خمس نجوم لكن ليس الى درجة ان يحذفوا كلمة مستشفى .
دخل بعد فترة زمنية قصيرة ذاك المحقق متفاخرا و قال : كنتي ذكية جدا , اسيرة ذكية , استطعت ان تخبأي على الجميع نبأ حملك , و استطعتي ان تمثلي الكبرياء امامي و ترفضي عرضي عليكي , انا الان لن اريحك بأن اقول ان طفلك قد قتلته و لن اقول انني اعطيته لعائلتك , ساجعلك تعيشين على حسرة طفلك و زوجك المرحوم .
قلت و برغم الالم الذي يتملكني من كلماته , لكني كنت اعلم سابقا بان هذه ستكون نهاية طفلي و لطالما تحضرت لهذه اللحظة لكنني لم اتخيل بتاتا انها بذاك الالم , اردت ان اكمل كبريائي و هذه المسرحية الى اخر قطرة فقلت : يا لك من مغفل ! حتى لو علمته اليهودية حرفا بحرف و حتى لو جعلته يكره العروبة و الاسلام , فوالله ثم والله إنه سيكون من يقتلع فؤادك بيديه , لان حق العرب بفلسطين ليس حق تحفظه لان اجدادك رددوه , انه حق سطره التاريخ و يشهد عليه العالم اجمع حتى لو صمتوا ,
 قل موتوا بغيظكم !

بقلم :
شذى البشتاوي

الجمعة، 3 مايو 2013

فتات خارج الأيدي ....[ قلب منسي 12 ]♥♥♥



من : السماء السابعة

منفاي هو حديثي المغترب مع نفسي , ذاك الذي مذ بات الطريق أمامي ليس طريق , بل هو مجرد ممر بين الغرف في بيتي , مذ سكن كل الأرضيين بيتي , و باتوا ينامون في سريري , و ياكلون من مطبخي , و يقلبون القنوات التلفازية على تلفازي , اصبح الكون هو شرفتي , و وجوه البشر مألوفة , أشعر كل يوم أني أمر على نفس الاشخاص و أرى نفس الأيادي تتصافح , اعتدت المألوف حتى خرج المألوف عن معناه في عالمي .
كإمراة في قاعة اوبرا أصرخ , أشجان صوتي و نبرتي الحزينة تجدها بين كل عُربة أنشزها و أخرى , لمست الورقة ,تحسستها أنا التي لا تستعمل الورق إلا لأجمع بها بقايا الأكل من المتنزهين , امسكها الان و أقلب أبجديتها بين يدي بإستهتار مبالغ به ,
و أنا أمرر عيني على كلمات الورقة , تذكرت نفسي تلك الصغيرة في دار اللقطاء حينما أخبرتني صديقتي بالأحرف و تركيب الكلمات ذاك الذي سمعته يوما عندما هربت من الدار بسبب أن سوط المديرة اتعبها , اكهل قلبها , أمست صديقتي لا تخشى من السوط , لا تخشى كباقي الإناث من الندبة التي يخلفها , هي فقط تخشى أن يتشوه جسدها الهزيل و وجهها الذي لا يعترف بالجمال , عندها لن يعرفها والداها إن عادوا مقيدين بحبل الندم . الان عرفت أن صديقتي كانت قبيحة غبية , لا تفهم أن من يضعها بجانب القمامة يساوي بها  منديله الذي بصق به أو منديلها الذي مسحت به ما تبقى من صدأ الليلة الفائتة , هم يتمنون لو أن كلب ما يلتهمها بعيدا عن أعينهم , كي يكملوا عهرهم خلف الأبواب غير مكترثين بنباح كلب أو صريخ طفلة .
من خوفي الذي بدأ يتفاقم بكل لحظة كانت تمر , قطعت الورقة الى قطع صغيرة , صغيرة جدا . رميتها في الهواء كما لو أنني ألوح لمسافر اعلم يقينيا أن باخرته ستغرق , و أنه سيموت و ستكون آخر أنفاسه مقطوعة بالأمل المفقود , و بقايا من ذكرى تدنسها قطرات الماء رويدا , ثم تتركه بسلام يموت بعد ان زجت الخنجر في أعماق قلبه , يا للماء من قاتل مأجور للقدر ! .
لاح الصمت و أطبق على شفتي , صدمت بما تبقى من عقلي , و رحت أمشي كبلهاء في الطريق , قطعت الشارع بدون أن انظر الى وقع قدماي , كادت أن تصدمني سيارة كان بيني و بينها مسلك شعرة فقط , ركضت بسرعة بعد أن توقفت السيارة و خرج صاحبها ليتأكد انه لم يصبني , لكني هربت قبل أن ينطق ببنت شفة , وصلت الى ساحة الحمام , و شعرت حينها بحريتي التي افتقدتها كثيرا قبل لحظات , ذاك الصوت الذي جاء لي زائرا غير مرغوب فيه , أرهق حريتي , و نفاها , لكني الان أعيد الحكم من جديد , و أطالب بإسترجاع ما هو ملكي .
اقشعر بدني حينما لامست أصابع رقيقة فخذتي , نظرت بعيون مرعوبة الى الجمجمة التي تحركها , فإذ بي أقع بين يدي طفلة ذات أربعة أسنان , و شعر أحمر منفوش كذرة تركت بآخر المقلاة حتى احترقت , مدت لي من بين يديها النقيتين [سندويشة ]ملفوفة بورق , تبسمت بوجهها , كنت اتمنى لو انني استطعت ان اقول لها امرا , شعرت بعد ذلك انني قد خلفت طفلة بشعر احمر ستكره الخير لان امراة متسولة عجزت ان تقول لها ثناءا يليق باصابعها .
رحت التهم [ السندويشة ] دون مبالاة بمن حولي , ولا بتفاهة قواعد [ الاتيكيت ] تلك التي تجعلك لا تتلذذ بالطعام , لم يضعها سوى فاقدي الشهية ليجعلوا جميع البشريين بأمعاء خاوية و [ كاريزما ] شبه مثالية .
فجأة شعرت بالصوت يعود من جديد و يردد بنبرة صدى : [ الاجساد لا تموت إلا عندما تسمح للموت أن ياخذها ] نظرت حولي و إذ بي أرى رجلا يلبس ثوبا أحمر دون أي شيء على الثوب , أحمر بنقاوة مخيفة , اقترب مني , لم استطع ان اصرخ , لم استطع ان اركض بعيدا , شعرت بان تنفسي يصارع شيء عاجزة انا عن اللحاق به , وقف الرجل امامي بهيبة و قال بتأنٍ فظيع : [ أنا الوحيد الذي سيمشي بجنازتك إن قامت ] , كلماته أضافت رعبا بنوع آخر الى قلبي عجزت عن الكلام بعده , ثم تابع دون ان ينتظر أن انطق : [ أنا بائس جدا الان , و مستاء لكن ليس عليكي طبعا , على البائع الذي سرقتي قطعة الشوكولاتة منه , على صاحب السيارة الذي سقط مغشي عليه , على الطفلة التي عجزت الان عن النطق , و قبلهم جميعا على صديقتك الذي جعلتها تهرب من الدار و عادت اليه جثة هامدة ] .
افزعتني الكلمات هذه المرة فككت العقدة عن لساني و نطقت : [ لا لا لست أنا .. إنه الصوت .. حتى أنه أوقع الصخرة ... و وضع ورقة على يدي ...  حتى أنني قطعتها و رميتها في الهواء ....و صديقتي هربت من المديرة ... لست أنا السبب ]
قرب وجهه من وجهي و قال بنبرة غاضبة : [ لا صخرة قد وقعت ... و لا فتات في الهواء ... و صديقتك قتلتها غيرتك لا أكثر ]
بدوت مصدومة و أردفت قائلة : [ بلا إنها هناك عند آخر الشارع تستطيع أن تراها من هنا ... ( لففت وجهي الى آخر الشارع فلم اجد شيء, كات حركة طبيعية ... اقدام تتحرك و لا وجود للصخرة ) ... إنتظر إنتظر ... بقيت بضع أوراق في جيبي .. إنها هنا أو هناك ... ( فتشت بجيوبي كلها فلم أجد و لا حتى نيف من ورقة ) ... لااااااا إن هذا جنون .... هناك من يتآمر علي .. لم أفعل شيء ]
اقترب منه ظل في وسط الضباب الذي أنا به .. اكتشفت بعد فترة قصيرة أن هذا الظل فتاة ... و كلما اقترب كانت الملامح تكاد تبان .. و إذ بي اتفاجأ ... إنها صديقتي ...
ركضت إليها أريد إحتضانها .. أريد منها أن تخبره أنني لم أكذب .. لم أفعل شيء بها .. لكن شيء ما دفعني للوراء .
اقتربت مني صديقتي و همست بصوت يكاد لا يذكر : [ سأقتص منك ... أيتها المجنونة .. لقد قتلتني بذاك السحر الذي تمارسينه ]
أردت أن أصرخ .. أن أركض أن ابعدها عني .. ما استطعت ... كان كل شيء واقف حتى الزمن ... تخلل الرعب بداخلي.. علمت أن النهاية باتت أقرب من الوشيكة ... 
اقتربت صديقتي و وضعت قطعة قماش حمراء على فمي ... رويدا أغمضت عيني .. حاولت أن ارفع يدي في آخر رمق ... لكني ما استطعت ...
في اليوم التالي على إحدى الجرائد :
 [ وفاة متسولة في ساحة الحمام ... و الأسباب مجهولة ] 


بقلم :
شذى البشتاوي [ روح شرقية ]